مقابر
هي
المقبرة الرئيسة لأهل المدينة منذ زمن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحتى اليوم، وكان ينتشر فيها شجر ذو شوك يسمى الغَرْقد، فسميت بقيع الغرقد لذلك. وبعد إزالة البيوت في توسعة الملك فهد، أصبحت ملاصقة لساحة المسجد النبوي من الجهة الشرقية.
وقد دفن في البقيع كثير من الصحابة - رضوان الله عليهم - ، كما دُفن فيه من بعدهم من التابعين والعلماء والصالحين، وفيه قبر الخليفة الثالث عثمان بن عفان رض اللَّهُ عَنْهُ ، وزوجات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدا خديجة وميمونة، وهن: (سودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وزينب بنت خزيمة، وأم سلمة، وزينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث، وأم حبيبة، وصفية بنت حيي بن أخطب)، وفيه قبور آل بيت النبي صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، منهنّ (السيدة فاطمة، وإبراهيم ابن النبي صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والعباس بن عبد المطلب، والحسن بن علي، وعمته صفية بنت عبد المطلب)، وفيه قبر سعد بن معاذ وعثمان بن مظعون رضالله عنه، وفيه قبر الإمام مالك بن أنس، وشيخه الإمام نافع رحمهم الله.
وتأتي مشروعية زيارة البقيع من مشروعية زيارة القبور التي تُذكّر بالآخرة، وترقق القلب، وتدمع العين، كما قال صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَكُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ثُمَّ بَدَا لِي، فَزُورُوهَا ، فَإِنَّهَا تُرقُ الْقَلْبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ، فَزُورُوا وَلَا تَقُولُوا
هُجْرًا» (۲).
وللبقيع ميزة خاصة عن بقية مقابر المسلمين في فضل زيارته اقتداء برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد كان يزوره ويدعو ويستغفر لأهله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعن عائشة
رَضِي اللَّهُ عَنْهَا ،قالت قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «... َالسَلامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ
بكُمْ لَلَاحِقُونَ (١).
ومن
الأحاديث الصحيحة في زيارة النبي صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمقبرة البقيع ودعائه واستغفاره لأهله حديث عائشة رَضَ اللَّهُ عَنْهَا قالت كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلما كانت ليلتها منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا مُؤَجَّلُونَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ» (٢) .
وينبغي للزائر أن يدعو لعامَّة أهل البقيع ، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث:
(إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَدْعُوَ لَهُمْ» (3) .
ويحذر الزائر من الوقوع فيما يخالف سنة الرسول صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المنكرات الخاصة عند زيارة القبور، مثل: التمسح بها، أو التبرك بها، أو الجلوس عليها، أو الصلاة إليها، أو طلب قضاء الحاجة من الموتى، أو النياحة ورفع الصوت بالبكاء، أو غير ذلك من المنكرات سواء عند زيارة قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وصاحبيه رَضَ اللَّهُ عَنْهُ، أو زيارة مقبرة البقيع أو زيارة أي مقبرة أخرى.
لا توجد تعليقات بعد.
لا توجد صور أو فيديوهات إضافية.
لا توجد كتب مرتبطة بهذا المعلم.
لا توجد مقالات مرتبطة بهذا المعلم.
لا توجد قيم مرتبطة بهذا المعلم.
تواصل معنا للحصول على المزيد من المعلومات حول هذا المعلم.